للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النمل [٢٧: ٢٥]

{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِى يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}:

{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ}: ألا أداة حضٍّ وحثٍّ أصلها أن: التّعليلية والتّوكيد، لا النّافية، أيْ: زين لهم الشّيطان أعمالهم ألا يسجدوا لله.

{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم.

{يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: الخبء مصدر خبأ: للمبالغة في تصوير إخراج ليس للشيء المخفي فقط وإنما للخفاء نفسه، وخبأ الشّيء أيْ: أخفاه والخبء يشمل كلّ شيء غائب مستور في السّموات والأرض مثل الماء والنّبات والكنوز والمعادن والبترول والغازات والخيرات الخفية والثمينة فهو الّذي يخرجها للناس، أيْ: يجعلهم قادرين على اكتشافها، وبالتّالي استعمالها والفائدة منها.

{وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}: الإخفاء: يشمل الأمور المادية والمعنوية، والإخفاء يضم الكتمان، تعلنون: تبدون أو تظهرون أو تجهرون، أيْ: يعلم ما تخفون في نفوسكم وما تعلنون بألسنتكم، واختار الهدهد هذه الصّفة من بين الصّفات الأخرى الكثيرة لله تعالى؛ لأنّ الهدهد وحده الّذي يرى الماء المدفون في باطن الأرض والله سبحانه هو الّذي أعطى الهدهد هذه القدرة العجيبة فالله وحده الّذي يعلم ما تخفون وما تعلنون، وهذا يدل على وحدانيَّته.