للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحج [٢٢: ٣]

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ}:

مناسبة هذه الآية؛ أي: رغم أنّ السّاعة حق، وما ذكرنا في الآيتين السّابقتين من بعض أهوالها، ترى بعض النّاس لا يصدق ولا يؤمن بالسّاعة والبعث ويجادل.

{وَمِنَ النَّاسِ}: من هنا: بعضية؛ أي: بعض النّاس.

{مَنْ يُجَادِلُ فِى اللَّهِ}: من ابتدائية، يجادل: من الجدل وهو الحوار الّذي يحدث فيه اختلاف في الآراء، ويكون لدفع شبهة أو إثبات حق أو إظهار حجة كالنّضر بن الحارث، كما قاله الطبري، أو الوليد بن المغيرة أو غيره.

يجادل في الله؛ أي: في آيات الله، أو أن الملائكة بنات الله، أو القرآن، أو في البعث ووحدانية الله تعالى، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب.

{بِغَيْرِ عِلْمٍ}: بدون علم: بديهي أو مكتسب القائم على النظر والاستدلال؛ أي: يجادل بالباطل أو بجهل.

{وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ}: ويتبع في جداله وأحواله وحياته وسوسة الشّيطان المريد؛ أي: العاقّ الخارج عن طاعة الله تعالى، أو العاصي المتمرد العاتي، فهو ماردٌ أو مريدٌ أو متمردٌ، كقوله تعالى: صرح ممرد؛ أي: أملس، وشجرة مرداء؛ أي: تساقط ورقها أو تناثر، فهي ملساء. ووصف الشّيطان بذلك؛ لكونه ينشر الشّر والفساد أو يصعب إمساكه، ارجع إلى سورة النّساء آية (١١٧) لبيان معنى مريد. وارجع إلى الآية (٨) لمقارنة الآيتين (٣، ٨) من نفس السورة.