{قَالُوا}: أي: الّذين استكبروا وكفروا من قوم ثمود قالوا لصالح.
{اطَّيَّرْنَا بِكَ}: اطيرنا: من التّطير وهو التّشاؤم ـ مأخوذ من الطّير فقد كان الواحد في زمن الجاهلية إذا أراد أن يسافر أو يفعل شيئاً يُمسك بالطّائر، ثمّ يدعه يطير فإن طار عن يمين الّذي أرسله تفاءل، وقام بما ينوي أو سافر وإن طار من ناحية الشّمال تشاءم وامتنع عن القيام بما ينويه.
{اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}: أن تشاءمنا بك وبمن اتبعك؛ لأنّه أصابهم القحط والجوع، وفيها تضعيف وتنكير يفيد المبالغة والمبالغة في اطيرنا أشد وأقوى من تطيرنا بك.
وإذا قارنا هذه الآية {اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} والآية (١٨) من سورة يس {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} نجد التّشاؤم أشد وأقوى في قوم صالح مما دعاهم إلى التّهديد بقتل صالح وأهله مقارنة بالتّهديد والإنذار في آية يس. ارجع إلى آية يس (١٨) للبيان.
{قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ}: أي: سبب شؤمكم وما يصيبكم من الشّر والبأساء هو قدر من الله تعالى وقضائه كتبه عليكم لابتلائكم، وليس تطير كما تزعمون، وما يصيبكم وينالكم هو بما قدَّمت أيديكم وسوء أعمالكم.
{بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}: بل: للإضراب الانتقالي، أيْ: ما يصيبكم هو فتنة وليس له علاقة بالتّطير، تفتنون بالشّر والخير لتكون عليكم حُجَّة ولينظر هل تتوبون أم تصرون على ما تفعلون.