للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأحزاب [٣٣: ١١]

{هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}:

{هُنَالِكَ}: اسم إشارة للمكان البعيد أيْ: في غزوة الخندق، ولم يقل: هناك اسم إشارة للمكان المتوسط.

{ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ}: بالخوف والجوع وشدة الحصار، ابتُلي المؤمنون ليتبيَّن الّذين صدقوا في إيمانهم والكاذبين.

{وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}: زلزلوا: كلمة مركبة من زل زل، وزل ومعناها سقط أو وقع من مكانه، وزل الثّانية تعني نفس ذلك، أيْ: سقط أو وقع من مكانه مرة أخرى، فهناك وقوع أوّل ووقوع ثانٍ، والوقوع الثّاني ليس استمراراً للوقوع الأوّل وإنما هو وقوع جديد.

{وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}: تعني: إصابتهم بالمصائب الكبرى المتكررة والواحدة بعد الأخرى، وهي لا تتكرر على نمط واحد، وإنما يتكرر عددها أصيبوا بكثير من عوامل الزّلزلة، ومنها الخوف والذعر من قوة العدو (١٠) آلاف مقابل (٣) آلاف من المسلمين، أيْ: قلة عددهم وأصيبوا بالمجاعة والبرد الشديد، وما أظهره المنافقون من تخاذل، ونقض بني قريظة عهدهم مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وانضموا إلى الأحزاب.