{فَإِنْ تَوَلَّوْا}: الفاء: عاطفة، إن: شرطية، تولوا: ابتعدوا عنك، أو أعرضوا عن الإيمان؛ فلا يهمَّنَّك إعراضهم.
{فَقُلْ}: الفاء: للتوكيد؛ الخطاب للنبي.
{حَسْبِىَ اللَّهُ}: أيْ: يكفيني الله سبحانه، والحسب: اسم بمعنى: كاف؛ فهو كافيك، وناصرك. قلْ ذلك بالقلب واللسان، وكلمة الحسب تقال في الشّدائد (حسبي الله ونعم الوكيل).
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}: لا: النّافية؛ إله معبود (أثبتت العبودية لله)؛ إلا: أداة حصر. هو: ضمير فصل؛ يفيد التّوكيد (نفت عنه الشّريك أثبتت له الوحدانية). ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٥٥)؛ لمزيد من البيان.
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}: عليه جار ومجرور تقدَّم توكلت؛ للدلالة على الحصر، والقصر؛ أيْ: أتوكل عليه وحده.
التوكل: هو الاعتماد على الله، وطلب المساعدة منه بجلب المنافع، ودفع المضار بعد تقديم الأسباب كاملة {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: ٣]. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (٨٩)؛ لبيان معنى التوكل.
{الْعَظِيمِ}: قد تعود على الله سبحانه العظيم (رب العرش) القادر على كل شيء، ولمعرفة معنى العظيم؛ ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٥٥)، أو قد تعود على العرش العظيم؛ لأنه أعظم المخلوقات على الإطلاق؛ أعظم من السموات، والأرض؛ فالسموات والأرض بالنسبة للعرش؛ كحلقة في فلاة، وأعظم من خلق الإنسان؛ فهو خالق العرش، والكون، والإنسان، وكل شيء سبحانه، وهو الحاكم، والمالك لكل شيء، لا يشاركه أحد.
ووصف العرش بأنه: عظيم، وكريم، ومجيد؛ فقال تعالى:{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}[التّوبة: ١٢٩]، {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}[البروج: ١٥]، {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}[المؤمنون: ١١٦]، وربط التوكل برب العرش العظيم؛ لأن مَنْ خلق العرش العظيم جديرٌ بأن يُتوكَّلَ عليه. ارجع إلى سورة هود آية (٧) لمزيد من البيان.