{يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ}: جنة: مصدر من جنَّ على وزن فعلة، أم يقولون: به جنون كما قالوا: {يَاأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}[الحجر: ٦]. ارجع إلى الآية (٢٥) من نفس السّورة لمزيد من البيان في جِنَّةٍ.
وكلمة يقولون بصيغة المضارع تدل على استمرار وتجدُّد قولهم: به جِنَّة.
{بَلْ}: حرف للإضراب الإبطالي، أيْ: يبطل معنى ما سبق، أيْ: ليس -صلى الله عليه وسلم- به جنة، بل جاءهم بالحق.
{وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}: كارهون: جمع كاره، أيْ: لا يريدون الحق؛ لأنّه يخالف شهواتهم وأهواءَهم، وكراهيتهم للحق هو أحد الأسباب الباطنة الّتي لا يعترفون بها، ولم يقل: الكل للحق كارهون، ولكن قال: أكثرهم، فهناك القليل الّذين يعلمون أنّه الحق وهم غير كارهين له.
وكارهون: جملة اسمية تدل على الثّبوت، كرههم للحق مستمر وثابت، لن يتغيَّر.