للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزمر [٣٩: ١٦]

{لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ}:

{لَهُمْ}: اللام للاختصاص والاستحقاق تعود على الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم.

{مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ}: كلمة من فوقهم ولم يقل: فوقهم تعني الظّلل ملاصقة لهم من فوقهم مباشرة من دون فاصل مكاني، وكذلك ومن تحتهم ولو قال فوقهم يحتمل أن يكون هناك مسافة مكانية بينهم بين الظّلل، وقوله: ظلل: أيْ: أطباق من النّار أو طبقات كقوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [العنكبوت: ٥٥], وكقوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: ٤١].

ظلل: من الظّل والظّل مكان للراحة عادة لا تصله الشمس؛ فاستعمل ظلل جمع ظله, والظلال مفردها ظل, وهو: المكان المظلل الذي يحجب أشعة الشمس كأسلوب للتهكم على الكافرين وتهديد ووعيد وزجر لعلهم يتوبون ويرجعون عن كفرهم. ارجع إلى سورة يس لمزيد من البيان في معنى الظل والظلال.

{ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ}: ذلك اسم إشارة للبعد يشير إلى العذاب الشّديد الذي يخوف الله به عباده: لكي ينزجروا عن المعاصي والمحارم ولا يقربوا منها.

{يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ}: يا أداة نداء فيها استمالة وحنان، فاتقون: الفاء للتوكيد، اتقون: سخطي وغضبي وناري بامتثال أوامري واتقون ولم يقل: واتقوني، أي: اتقون بأيِّ وسيلة ولو بأقل وقاية أو درجة.