{لَهُمْ}: اللام للاختصاص والاستحقاق تعود على الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم.
{مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ}: كلمة من فوقهم ولم يقل: فوقهم تعني الظّلل ملاصقة لهم من فوقهم مباشرة من دون فاصل مكاني، وكذلك ومن تحتهم ولو قال فوقهم يحتمل أن يكون هناك مسافة مكانية بينهم بين الظّلل، وقوله: ظلل: أيْ: أطباق من النّار أو طبقات كقوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}[العنكبوت: ٥٥], وكقوله تعالى:{لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}[الأعراف: ٤١].
ظلل: من الظّل والظّل مكان للراحة عادة لا تصله الشمس؛ فاستعمل ظلل جمع ظله, والظلال مفردها ظل, وهو: المكان المظلل الذي يحجب أشعة الشمس كأسلوب للتهكم على الكافرين وتهديد ووعيد وزجر لعلهم يتوبون ويرجعون عن كفرهم. ارجع إلى سورة يس لمزيد من البيان في معنى الظل والظلال.
{ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ}: ذلك اسم إشارة للبعد يشير إلى العذاب الشّديد الذي يخوف الله به عباده: لكي ينزجروا عن المعاصي والمحارم ولا يقربوا منها.
{يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ}: يا أداة نداء فيها استمالة وحنان، فاتقون: الفاء للتوكيد، اتقون: سخطي وغضبي وناري بامتثال أوامري واتقون ولم يقل: واتقوني، أي: اتقون بأيِّ وسيلة ولو بأقل وقاية أو درجة.