نزلت هذه الآية في عبد الله بن جحش، وأصحابه؛ ليطمئنهم الله سبحانه أنّهم غير آثمين لما فعلوه بسبب قتالهم في الأشهر الحرم، وقتلهم عمرو بن الحضرمي كما شنع عليهم النّاس فهم يرجون رحمة الله، والله غفور لذنوبهم ورحيم بعباده.
{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل للتوكيد.
{الَّذِينَ آمَنُوا}: إيماناً خالصاً لوجه الله.
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا}: لنصرة دين الله، وجاهدوا لإعلاء كلمة الله، ودحر الكفر والشّرك.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة يفيد البعد أي: بعد منزلتهم وعلوها.
{يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}: رحمة الله: ثوابه وجنته، يرجون من الرّجاء. والرّجاء: هو الظّن بوقوع الخير الّذي يعتري صاحبه الشّك فيه والخوف، والرّجاء هو الأمل بالخير «أو ترقب الخير مع تغليب الظّن بحدوثه»؛ لأنّ الإنسان قد يقوم بأعمال كثيرة ظاهرها البر، والتّقوى، والإصلاح، والخير، وقد تحدثه نفسه بشيء يُفسد عليه عمله؛ كالرّياء، والمن، والأذى، فالرّحمة غير مؤكدة أحياناً.
{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: ارجع إلى الآية (١٧٣) من نفس السّورة.