للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحج [٢٢: ١٠]

{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}:

يقال له: يوم القيامة.

{ذَلِكَ}: يعني الخزي في الدّنيا وعذاب الحريق في الآخرة.

{بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ}: بما: اقترفت يداك، ذلك: اسم إشارة للبعد، بما: الباء باء الإلصاق، أو السّببية، بما قدمت يداك من عمل السّوء والمعاصي والكفر بما قدمت في الدّنيا، وإسناد جميع الأعمال إلى اليد؛ نظراً لأنّها هي الجارحة الّتي يزاول العبد بها أكثر الأعمال، وبما قدمت يداك، مع أنّ الكفر ليس من عمل اليد وإنما هو فعل القلب واللسان، ففي هذا توبيخ وتقريع وإهانة لهم.

{وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}: وأنّ للتوكيد، بظلّام: صيغة مبالغة من: ظالم؛ تعني: لا يظلم هذا ولا يظلم ذاك، والعبيد عددهم كبير؛ فإذا كان لا يظلم عبيده (أي عبد) فهو ليس بظلام، ونفي المبالغة كناية عن نفي أصله، فلو كان ظلاماً لكان ظالماً؛ فهو نفي كلا الأمرين فهو ليس بظالم لأيّ عبد ولا بظلّام للعبيد، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: ٤٠]، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْـئًا} [يونس: ٤٤]. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٨٢) لمزيد من البيان. وقد وردت هذه الآية أيضاً في سورة الأنفال آية (٥١)، وسورة الحج آية (١٠)، وسورة فصلت (٤٦).