للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يونس [١٠: ١٣]

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}:

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا}: ولقد: الواو: استئنافية؛ لقد: اللام: للتوكيد؛ قد: للتحقيق، وزيادة التّوكيد.

{أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ}: جمع قرن، والقرن (أهل كلّ زمان)، والقرن من الزّمان هو (١٠٠ سنة)، ولقد أهلكنا القرون من قبلكم، وأبوا أن يؤمنوا، ويقولوا: لا إله إلا الله، وأشركوا بالله سبحانه، أو كذبوا بآياته، ورسله، أو ظلموا أنفسهم باتباع الشّهوات، وخروجهم عن منهج الله تعالى، أو ظلموا غيرهم بالصّد عن سبيل الله، أو الشرك. ارجع إلى الآية (٥٤) من سورة البقرة؛ لمزيد في معنى: الظّلم.

{لَمَّا ظَلَمُوا}: لما: ظرف زماني.

{وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}: بالمعجزات الدّالة على صدق نبوتهم، والدّالة على وحدانية الله، وعلى وجوب الإيمان، والبينات تشمل كذلك الحجج، والأدلة، والبراهين.

{وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا}: ما: للنفي.

{كَانُوا لِيُؤْمِنُوا}: اللام: لام التّأكيد؛ تأكيداً للنفي (نفي الإيمان)، وأصروا على الكفر، والشّرك، والمعاصي.

{كَذَلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}: كذلك؛ أيْ: بمثل هذا الهلاك؛ نجزي كلّ مجرم يكذب بما جاء به الرّسل، والمجرم: هو الكافر، والمشرك، والظالم، والمنكر للبعث، والحساب، والمستهزئ بآيات الله، وبرسله، وإذا قيل لهم: لا إله إلا الله يستكبرون. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥)، وسورة الجاثية آية (٣١) لبيان معنى المجرمين.

انتبه وردت كلمة المجرمين خمس مرات في هذه السّورة:

الآية (١٣): {كَذَلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}.

الآية (١٧): {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ}.

الآية (٥٠): {مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ}.

الآية (٧٥): {فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}.

الآية (٨٢): {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.