للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشورى [٤٢: ٢٠]

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِى الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}:

{مَنْ كَانَ}: من شرطية، كان: تشمل كلّ الأزمنة.

{يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ}: الحرث يعني بذر الحَبّ في الأرض؛ ليصبح زرعاً وثمراً كما قال تعالى: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٦١]، أي: من كان يريد بأعماله ثواب الآخرة، نزد له أو نضاعف له ثوابه.

{وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا}: ومن كان يريد بأعماله ثواب الدّنيا، نؤته منها ما نريد وما له في الآخرة من نصيب.

{وَمَا لَهُ فِى الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}: من استغراقية؛ أي: ما له أيُّ نصيب مهما كان، والنّصيب: هو القسم المعين, ويكون في المحبوب والمكروه، أمّا الحظ يكون عادة في الخير أو المحبوب، وأما القسط: الحصة العادلة المبنية على العدل.

وتكرار (من كان يريد) مرتين توكيد لفظي غايته تقرير الحكم في أذهان المخاطبين، وقدّم حرث الآخرة على حرث الدّنيا لأنّه هو الأفضل والأهم.