الواو في {أَوَلَمْ}: تدل على شيء مرئي، مشاهد، وتنكره، والواو: تدل على شدة الإنكار لذلك الشيء الذي تراه، ثم تنكره، وغيرك لا ينكره؛ أيْ: إنهم إذا تفكروا في شأن محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتجردوا من عصبيتهم، وأهوائهم؛ لأدركوا صدقه، وأنه ليس مجنوناً؛ كما يزعمون.
{مَا}: النافية.
{بِصَاحِبِهِمْ}: الباء: للإلصاق، والتعليل؛ يعني: محمداً -صلى الله عليه وسلم-.
{مِنْ جِنَّةٍ}: من استغراقية؛ أيْ: جنون؛ لأنهم كانوا يقولون: شاعر، مجنون، والباء: تدل على الإلصاق، وأنهم يعرفونه منذ بدء نشأته، وأنه الصادق، الأمين، وليس المجنون.
{إِنْ}: للتوكيد.
{هُوَ}: ضمير منفصل؛ يفيد التوكيد.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{نَذِيرٌ مُبِينٌ}: نذير من الإنذار: وهو الإعلام مع التحذير، أو التخويف، نذير للمكذبين بآيات ربهم، ومنذر من عذاب يوم القيامة، أو الآخرة، مبين؛ أيْ: إنذاره واضح، وبين لكل فرد، ولا يخفى على أحد، وإنذار لا يحتاج معه إلى برهان، أو دليل.
وانتبه! كيف يستعمل في القرآن:{وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}، يستعملها دائماً في سياق، أو مقام الدعوة، الهادئة المبينة بالحُجَّة.
{إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ}: يستعملها في سياق، أو مقام المجادلة، والمخاصمة، والجهاد في القول.