للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأعراف [٧: ١٨٤]

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}:

{أَوَلَمْ}: الهمزة: للاستفهام الإنكاري.

{أَوَلَمْ}: ولم يقل: ألم، وما هو الفرق بينهما؟

الواو في {أَوَلَمْ}: تدل على شيء مرئي، مشاهد، وتنكره، والواو: تدل على شدة الإنكار لذلك الشيء الذي تراه، ثم تنكره، وغيرك لا ينكره؛ أيْ: إنهم إذا تفكروا في شأن محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتجردوا من عصبيتهم، وأهوائهم؛ لأدركوا صدقه، وأنه ليس مجنوناً؛ كما يزعمون.

{مَا}: النافية.

{بِصَاحِبِهِمْ}: الباء: للإلصاق، والتعليل؛ يعني: محمداً -صلى الله عليه وسلم-.

{مِنْ جِنَّةٍ}: من استغراقية؛ أيْ: جنون؛ لأنهم كانوا يقولون: شاعر، مجنون، والباء: تدل على الإلصاق، وأنهم يعرفونه منذ بدء نشأته، وأنه الصادق، الأمين، وليس المجنون.

{إِنْ}: للتوكيد.

{هُوَ}: ضمير منفصل؛ يفيد التوكيد.

{إِلَّا}: أداة حصر.

{نَذِيرٌ مُبِينٌ}: نذير من الإنذار: وهو الإعلام مع التحذير، أو التخويف، نذير للمكذبين بآيات ربهم، ومنذر من عذاب يوم القيامة، أو الآخرة، مبين؛ أيْ: إنذاره واضح، وبين لكل فرد، ولا يخفى على أحد، وإنذار لا يحتاج معه إلى برهان، أو دليل.

وانتبه! كيف يستعمل في القرآن: {وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}، يستعملها دائماً في سياق، أو مقام الدعوة، الهادئة المبينة بالحُجَّة.

{إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ}: يستعملها في سياق، أو مقام المجادلة، والمخاصمة، والجهاد في القول.