للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٤١]

{وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}:

{وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ}: هذه هي المرة الثّالثة الّتي يعيد فيها كلمة "واذكر"؛ فقد قال تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}، {وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ}، {وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ}، والذّكر: ضرب من العلم، ويعني: ذكَّرهم بشيء نسوه، أو سهوا عنه، ذكّرهم بإبراهيم.

{فِى الْكِتَابِ}: القرآن. وسمي الكتاب؛ لأنه مكتوب في السطور؛ أي: محفوظ من التحريف والتبديل بكل كلماته وحروفه.

{إِبْرَاهِيمَ}: -عليه السلام- أبو الأنبياء، وما جرى بينه وبين آزر وقومه من حوار حول ترك عبادة الأصنام، ودعوته للعودة إلى وحدانية الله تعالى.

{إِنَّهُ}: إنّ: للتوكيد.

{كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}: صديقاً: صيغة مبالغة في الصدق، وتصديق الحق، وكلّ ما جاء به الله سبحانه، فالصّدّيق: هو الّذي بلغ أعلى درجة في تصديق الوحي، وما جاء به الرّسل، وهو الّذي يصدَّق في كلّ كلامه، وما يخبر به؛ أمثال: أبي بكر الصّديق، ومريم كقوله تعالى: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [المائدة: ٧٥].

{نَبِيًّا}: فالصّديق قد لا يكون نبياً، كما رأينا في أمثال أبي بكر، ومريم، والنّبوة درجة أخرى أعلى من درجة الصّديقين، فهي عطاء من الله تعالى، ونحن نعلم أنّ كلّ رسول هو نبي، وليس كلّ نبي رسولاً؛ فإبراهيم -عليه السلام- كان رسولاً نبياً، وهو من أولي العزم من الرّسل. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٤) لمعرفة الفرق بين الرّسول والنّبي.