{مِنْ دُونِهِ}: من سواه، أو من غير الله؛ أيْ: لا أعبد إلا الله.
{فَكِيدُونِى}: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ فهو يتحدَّى قومه مباشرة من دون إمهال، وأكَّد التّحدي بزيادة ياء المتكلم، ولم يقل: فكيدون، كما جاء في سورة الأعراف، الآية (١٩٥).
{جَمِيعًا}: أي: اجمعوا كيدكم، وهم كثرة، وهو فرد واحد؛ فهو يتحداهم جميعاً معاً، ويتحدَّى كلّ منهم بمفرده، ويتحدَّى قومه إضافة إلى الآلهة؛ لأنّه واثق بنصر الله له، وحفظه من أعدائه.
والكيد: هو التّدبير الخفي؛ لإيقاع المكروه بالغير قهراً؛ سواء أعلم، أم لم يعلمه الخصم، وهو أقوى من المكر، ولا يكون إلا بعد تدبُّر، وتفكير، ونظر؛ والكيد: قد يصل إلى درجة القتل، أو إلحاق أيِّ ضرر به.
{ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ}: ثم: هنا للإمهال، والتّراخي في الزّمن، وطول التّحدي؛ أي: التّحدي لا ينتهي مهما طال الزّمن. ارجع إلى سورة الأعراف، الآية (١٩٥)؛ للبيان، والمقارنة.