المناسبة: بعد ذكر المنافقين، والأعراب: ينتقل إلى ذكر بقية أصناف النّاس؛ فيذكر صنفين: هما المهاجرين، والأنصار، والّذين اتبعوهم بإحسان.
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ}: قيل: هم الّذين صلوا إلى القبلتين، أو الّذين شهدوا بدراً، وشهدوا بيعة الرّضوان، أو هم الّذين سبقوا إلى الإيمان من المهاجرين (من أهل مكة)، والأنصار الّذين سبقوا إلى الإيمان من أهل المدينة.
{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}: أيْ: من التّابعين، وتابع التّابعين إلى يوم القيامة.
{اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}: الباء: للإلصاق، والتّوكيد. بإحسان: في العبادات، والطّاعات، والإيمان. ارجع إلى الآية (١١٢) من سورة البقرة؛ لبيان معنى الإحسان.
{رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ}: جميعاً، وقبل طاعاتهم، وإيمانهم، وتجاوز عن سيئاتهم.
{وَرَضُوا عَنْهُ}: بما أتاهم من فضله، ونعمه.
{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ}: وأعدَّ؛ أيْ: هيَّأ، وجهَّز، وبنى لهم جنات تجري تحتها الأنهار، وأعد: جاء بصيغة الفعل الماضي، وأنّ الإعداد انتهى، وتم مع كونه يكون يوم القيامة؛ لأنّ الزّمن ماضيه، وحاضره، ومستقبله عند الله واحد؛ فهو سبحانه خالق الزمان، والمكان.
{تَجْرِى تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ}: ولم يقل من تحتها، وهذه هي الآية الوحيدة في القرآن التي جاءت بدون من تحتها لا تنبع الأنهار من تحتها، وإنما تأتيها وتمر تحتها بدون أن تتفجر، أو تنبع، وقيل: هي أقل منزلة، وأقل درجة من الجنات التي تجري من تحتها الأنهار. ارجع إلى الآية (٨٩)؛ للبيان، والمقارنة.
{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}: ارجع إلى سورة النساء آية (٧٣) لبيان معنى الفوز وأنواعه أو درجاته، وارجع إلى الآية (٧٢)؛ للبيان، والمقارنة.