بعد ذكر يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون يبين الله في هذه الآية القانون الرّباني وهو:
{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}: الوسع: لغة يساوي القدرة + المخزون الاحتياطي، فالوسع، أي: القيام بكل الأوامر التّكليفية مع عمل النوافل كاملة، وفي حالات الضّيق والشّدة عندها يلتزم بالرّخص الشّرعية، فالله سبحانه يقبل عذر من بذل ما في وسعه في المسارعة في فعل الخيرات.
{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}: لا النّافية، نكلف من التّكاليف الشّرعية من العبادات، إلا: أداة حصر، وسعها قدرتها + الاحتياطي، والوسع الحقيقي لا يقدره أو لا يعلمه إلا الله، مع العلم أن لكل إنسان وسع وطاقة تختلف عن الآخر.
{وَلَدَيْنَا كِتَابٌ}: أيْ: سجل أعمال العبد، الّذي كتبته الملائكة الحافظون الكرام الكاتبون، ولم يقل: وعندنا، لدينا: تستعمل للمؤمنين فهم من المقربين، وقيل: لدينا كتاب قد يشمل القرآن أيضاً.
{يَنْطِقُ بِالْحَقِّ}: الباء للإلصاق، والمصاحبة، الحق الأمر الثّابت الّذي لا يتغيَّر، أيْ: ينطق يوم القيامة دون زيادة أو نقصان على أعمالهم كقوله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ}[الإسراء: ١٤].
{وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}: هم تفيد التّوكيد، لا يظلمون: بزيادة سيئة أو نقص حسنة، ولا يظلمون فتيلاً أو نقيراً أو مثقال حبة من خردل.