هذا هو جواب القسم، يقسم الله بالصّافات والزّاجرات والتّاليات إنّ إلهكم لواحد، وقد أكد جواب القسم بإنّ واللام في قوله: لواحد.
{لَوَاحِدٌ}: الواحد: الذي لا يكون معه آخر، لا يتجزأ، ولا يتفرق (غير مركب)؛ أي: الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، واحد لا شريك له، لا معبود إلا هو، المتصف بوحدانية الإلوهية والربوبية والأسماء والصفات.
وهناك فرق بين الواحد والأحد: وأما الأحد: يعني ليس له مثيل، ليس له ثان مثله، المتفرد بصفات الكمال، فلا نظير له، ولا ند، ولفظ أحد وصف خاص بالله وحده لا يوصف به غيره على الإطلاق. وأحد: أعم في النفي من واحد؛ فهو نفي للجنس؛ أي: لا أحد، ولا اثنان، ولا ثلاثة، ولا أكثر، وحين تقول لا واحد يجوز أن يكون هناك اثنان أو ثلاثة أو أكثر؛ فالله سبحانه أحد واحد في صفاته وأفعاله وأسمائه وعظمته وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته وسمعه وبصره.
وهذه الآية تمثل توحيد الألوهية الموجبة للعبودية والكاف للمخاطب وخاصة المشركون الّذين تعجَّبوا من كون الآلهة إلهاً واحداً، وقالوا: إنّ هذا لشيء عجاب.