المناسبة: بعد أن ذكر الله سبحانه الّذين آذوا الله وآذوا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم الّذين آذوا المؤمنين، ثم ينادي الّذين آمنوا بنداء جديد بأن لا يكونوا كبني إسرائيل الّذين آذوا نبيهم موسى -عليه السلام- الّذي جاء لينقذهم من الاستعباد والعذاب.
وهم آذوه مرات عديدة مثال: حين اتهموه بقتل أخيه هارون، أو حين اتهموه بالبرص، وحين اتهموه بالعيب الخلقي، وهو الأدرة وهو انتفاخ بالصفن بسبب كيسة، وحين اتهموه بالزّنى بالمرأة البغي بعد أن حرضها قارون على اتهام موسى بالفاحشة.
{فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا}: أيْ: أطلعهم الله تعالى على أنّه بريء من البرص والعيب الخلقي، وأنه آدر، كما قال ابن عباس: خرج موسى ذات يوم ليغتسل فوضع ثيابه على حجر فجرف الماء الحجر وعليه ثوبه فركض موسى عرياناً يطلب ثيابه، فرآه بنو إسرائيل فقالوا: والله ما به من بأس فبرَّأه الله من ذلك وبرَّأه الله من الزّنى ومن قتل أخيه.
{وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}: ذو جاهٍ، أيْ: قدر وقربة عند الله، أيْ: منزلة رفيعة.