للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الصافات [٣٧: ٨٥]

{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ}:

{إِذْ قَالَ}: ظرفية بمعنى الماضي حين؛ أيْ: واذكر إذ قال لأبيه أو حين قال لأبيه وقومه.

{لِأَبِيهِ}: اللام لام الاختصاص، أبيه آزر أو تعني عمه، وهذا هو الأصح فالقرآن يسمِّي العم أباً، كما في قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} [البقرة: ١٣٣]. ارجع إلى سورة الشعراء آية (٧٠) لمعرفة أبيه ومن هو آزر.

{وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ}: ماذا استفهام توبيخ وإنكار، وماذا أقوى وأشد استفهاماً من (ما) تعبدون، وإبراهيم -عليه السلام- يعلم ما يعبدون؛ لأنّه قال لأبيه آزر كما ورد في سورة الأنعام الّتي نزلت قبل سورة الصّافات: {أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّى أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: ٧٤].

ولكنه -عليه السلام- يريد أن ينكر على أبيه (أي عمه) وقومه ما يعبدون ويوبخهم على ذلك ويقيم عليهم الحُجَّة، وفي سورة الشعراء آية (٧٠) قال لهم ما تعبدون؟ استفهام في بداية الأمر استفهام حقيقي، ولذلك أجابوه: نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين، أما في سورة الصافات قال: ماذا تعبدون؟ استفهام إنكاري، وتوبيخ؛ لأنه يعلم ماذا يعبدون.