لا زالت الآيات تتحدث عن كفار قريش الّذين خرجوا من ديارهم بطراً، ورئاء النّاس، فلو ترى هؤلاء حين يتوفاهم ملائكة الموت:
{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى}.
{وَلَوْ}: لو: شرطية، وجواب لو محذوف للتعجب والتهويل والتعظيم.
{إِذْ يَتَوَفَّى}: إذ: ظرف زماني؛ أي: حين يتوفَّى الّذين كفروا ملائكة الموت بما فيهم ملك الموت يتوفَّى؛ أيْ: في مرحلة الوفاة، وهي المرحلة السّابقة لقبض الرّوح؛ ففي هذه المرحلة يبدأ عذاب البرزخ، ويظن النّاس أنّ المريض متألم، ومتوجع، فلو أتيح لأعينهم رؤية الحقيقة؛ لرأوا الملائكة يضربون وجوه هؤلاء الكفار، وأدبارهم، والعياذ بالله، وترى على وجه المريض الهلع، والذّعر، والخوف، وتقول لهم الملائكة: ذوقوا عذاب الحريق الّذي ينتظركم.
{الَّذِينَ كَفَرُوا}: المشركين قد يكونوا قتلى بدر، وغيرهم من الكفار.
{يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}: أي: وجوههم وظهورهم إذا جاؤوهم من بين أيديهم ومن خلفهم، أو إذا لقوهم يضربون وجوههم وإذا ساقوهم يضربون أدبارهم، وهذا الضرب قبل قبض أرواحهم؛ أي: قبل الموت، وسواء أكان في يوم بدر، أو يوم القيامة، أو يوم تتوفاهم الملائكة.
{وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}: في القبر (البرزخ)، وفي الآخرة (عذاب الحريق في جهنم).