{وَالْقَوَاعِدُ} الواو عاطفة، والقواعد: لغةً: جمع قاعد، والقاعد: الرجل أو المرأة؛ يعني الّذي قعد عن العمل، العاجز عن الحركة لعاهة أو مرض أو كبر في السّن أو الشيخوخة.
وهنا يقصد بها النّساء، العجائز اللاتي قعدن عن الحمل والحيض لكبر أعمارهن.
{لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا}: والشرط الأهم من كل ذلك: لم يعد عندها إربة؛ أي: حاجة للرجال، وانقطع عنهن الحيض ويئسن من الولد وليس لهن رغبة في الزّواج أو الشّهوة الجنسية.
{فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ}: أيّ إثم أو ذنب أن يظهرن بملابسهن المعتادة إذا كانت لا تثير الشّهوة.
{أَنْ}: تعليلية.
{يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ}: أي ليس عليهن إثم إذا لم يلبسن العباءة من فوق الثياب، أو ما يسدل على الوجه لتغطيته، أو القناع، على شرط أن تكون غير متبرجة بزينة؛ أي: مظهرة زينة لها مثل المكياج على الوجه، أو لبس الأساور والخلاخل في الرجلين، أو الثياب ذات الألوان غير المستساغة، أو الضيقة أو القصيرة أو الشفافة.
ولمعرفة الفرق بين {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ} و {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ} ارجع إلى سورة النّساء آية (١٠١) لبيان الفرق.
{يَسْتَعْفِفْنَ}: أي يحتفظن بملابسهن وثيابهن فلا يضعنها، وحتى لا تظهر كاشفة لوجهها أو لجسمها، والأفضل لها أن تكون ورعةً في ملبسها ومظهرها بشكل عام وخاصة سلوكها.
{وَاللَّهُ سَمِيعٌ}: لكل الأقوال ما يقال في السّر والعلن.
{عَلِيمٌ}: بأفعالكم ونواياكم وسركم وجهركم، وبخائنة الأعين وما تخفي الصّدور.