{حِجَابًا}: ساتراً يحجبها عن أهلها، وعن النّاس، والحجاب: هو السّاتر الّذي يحجب الإنسان عن غيره، ويحجب غيره عنه، وفي الآية السّابقة قال تعالى:{انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا}؛ أي: ابتعدت، وانفردت أوّلاً بعيداً عن أهلها، ثمّ اتخذت أو لجأت إلى مكان يسترها حتّى لا يراها أحد، أو يطلع عليها؛ لأنّها قد تبتعد عن أهلها، وعن النّاس، ثمّ تلجأ إلى مكان مكشوف، أو غير مكين؛ فيمر أحد عليها فيراها؛ فهي حرصت على الابتعاد (الانتباذ)، واتخاذ الحجاب.
حجاب ساتر فقط، أو قد يكون حجاباً مستوراً؛ أي: حجاب مركب من طبقتين، أو أكثر.
{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا}: روحنا؛ أي: جبريل -عليه السلام- ، ويسمى: روح القدس، وقوله تعالى: روحنا فيه تشريف لجبريل -عليه السلام- . والقرآن الكريم أيضاً سماه الله روحاً كما قال تعالى في سورة الشورى آية (٥٢): {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}.
{فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}: أي: أخذ، أو تشكل بصورة بشر سويّ في صورة الإنسان التام الخلقة، وكلمة "بشر" مشتقة من حسن الهيئة، والبشرة الّتي يختص بها البشر دون غيرهم.
{سَوِيًّا}: في أكمل صورة، وأتمها، وأحسنها، وليس له أجنحة، ولا مرعب، أو مخيف.