{مِمَّا}: من: ابتدائية بعضية؛ ما: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي.
{مِمَّا خَلَقَ}: من الجبال، والشّجر، والبيوت، والسّحاب.
{ظِلَالًا}: جمع ظل: وهو الواقي من بعض أشعة الشّمس، أو ما يستظل به من حر الشّمس، وهذا يشير إلى أن بعض أشعة الشّمس لا تخترق بعض الأجسام؛ كالجبال، والشّجر… وغيرها، ولنعلم أن هناك أشعةً شمسيةً أخرى قادرة على اختراق أيِّ جسم. ارجع إلى الآية (٤٨) من نفس السورة للبيان. وارجع إلى سورة يس آية (٥٦) لمزيد من البيان في معنى الظلال.
{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا}: جمع كنٍّ: وهو المكان الّذي يستتر فيه مثل النّفق، أو الكهف.
{مِنَ الْجِبَالِ}: من بعض الجبال، وليس كلّ الجبال.
{وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}: سرابيل: جمع سربال: وهو القميص مصنوع من القطن، أو الصّوف، أو الكتان، واكتفى ولم يذكر سرابيل تقيكم البرد؛ لأنّ ذلك مفهوم من سياق الكلام، وذكر الحرَّ؛ لأنّ الحرَّ أهم عندهم من البرد؛ لأنّ الحرَّ أمر دائم، والبرد قلَّما يحدث.
{وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}: البأس: الحرب؛ مثل: الدّروع تقيكم من الطّعن، أو الجراح، أو القنابل، والشظايا.
{كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}: أيْ: مثلما أنعم الله عليكم هذه النّعم كذلك يريد أن يتم نعمته عليكم في الدّنيا (نعمة الإسلام والإيمان).
{لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}: لعل: للتعليل؛ أيْ: لتسلموا، وتوحدوا الله، وتخلصوا له، وتؤمنوا بربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته؛ إيمان كامل، وليس إيماناً ببعض، وكفراً ببعض.