{وَإِنْ تَعُدُّوا}: وإن: الواو: استئنافية؛ إن: شرطية تفيد الشّك، والاحتمال في عدِّ، أو إحصاء نعمة الله.
{نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}: لأنّ النّعمة الواحدة تشتمل على نعم لا تُحصى، ولا تعدُّ، ونِعمة: تعني نِعم لا تحصى، وهناك فرق بين نِعمة بكسر النون، ونَعمة بفتح النون، والتي تأتي في سياق النِعم المنبوذة، أو سياق البطر والشر.
{لَا}: النّافية.
{تُحْصُوهَا}: الإحصاء: هو العدُّ مع الجمع، والحفظ. ارجع إلى الآية (٣٤) من سورة إبراهيم؛ للبيان، والمقارنة.
{إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}: إنّ: للتوكيد.
{لَغَفُورٌ}: اللام: لزيادة التّوكيد؛ غفور: كثير الغفران يغفر الذّنوب جميعاً مهما تعدَّدت، وكبرت الذنوب.
{رَحِيمٌ}: صيغة مبالغة من الرّحمة؛ رحيم: كثير الرّحمة؛ رحيماً بالمؤمنين في الدّنيا والآخرة، ولا يعاقبهم على إنكار نعمهُ الظاهرة، والباطنة، وغفور للذنوب العظيمة، وغفاراً للذنوب المتعددة الكثيرة، وإذا قارنا هذه الآية مع قوله تعالى في سورة إبراهيم آية (٣٤): {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} فقد جاءت آية سورة النحل في سياق تعداد النعم على الإنسان وتذكيراً بعفو الله ورحمته، وذلك من أكبر النعم، أما آية سورة إبراهيم جاءت في سياق الذين بدلوا نعمة الله كفراً، وأحلوا قومهم دار البوار، ولذلك ختمت بقوله تعالى إن الإنسان لظلوم كفار. ارجع إلى سورة إبراهيم آية (٣٤) لمزيد من البيان والفرق بين نعمة بالتاء المربوطة، ونعمت بالتاء المفتوحة.