ارجع إلى الآية السابقة (٦٣): لم يقل: ولتتقوا ولعلَّكم ترحمون؛ إذ تجاوز عن ذلك، وانتقل إلى التذكير، فقال:{وَاذْكُرُوا إِذْ}: إذ: ظرفية زمانية للماضي؛ بمعنى: حين، وتقديرها أيضاً: واذكروا نعمة ربكم؛ إذ جعلكم خلفاء.
{خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ}: خلفاء: جمع خليفة، والخليفة: من خلف غيره، وقام مقامه، أو استخلف في الأمر مكان من كان قبله.
{وَزَادَكُمْ فِى الْخَلْقِ بَص ْطَةً}: أيْ: قوة، وعظمة، ولنقارن هذه الآية مع الآية (٢٤٧) من سورة البقرة: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}: أيْ: طالوت.
انتبه إلى: كيفية كتابة كلمة {بَص ْطَةً} في آية سورة الأعراف، وإلى كلمة {بَسْطَةً} في آية سورة البقرة، فكلمة {بَص ْطَةً} في آية سورة الأعراف بالصاد وكلمة {بَسْطَةً} في آية سورة البقرة بالسين، والصاد: أقوى من السين في اللغة، وتعليل ذلك: أن آية الأعراف: جاءت في سياق قوم عاد، وآية البقرة: جاءت في سياق طالوت وحده، والقوم أقوى من الفرد الذي هو طالوت؛ فاستخدم الصاد للقوم، والسين للفرد (طالوت) وحده.
وكذلك في آية سورة الأعراف {بَص ْطَةً}: مطلقة في الغنى، والسعة، والقوة، والعلم… وغيرها. {بَص ْطَةً}: تشمل كلَّ شيء، بينما في آية سورة البقرة؛ التي تخص طالوت قيدها؛ فهي {بَسْطَةً} فقط بالعلم، والجسم.