للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة السجدة [٣٢: ٢٥]

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}:

{إِنَّ}: للتوكيد.

{رَبَّكَ هُوَ}: هو ضمير فصل يفيد التّوكيد.

{يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: بين الأنبياء وأممهم أو بين المؤمنين والكافرين. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٦٢): لمعرفة الفرق بين الحكم والقضاء والفصل.

{فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}: بين الأنبياء وأممهم أو بين الأمم أو الملل فيما كانوا في الدنيا فيه يختلفون من أمور الاعتقاد والدّين والحساب والثّواب والأعمال، والتّوحيد والإشراك وأهل الحق والباطل ومن على الحق ومن هو على الباطل، يختلفون باستمرار وتجدد وتكرار في الدّنيا.

الفرق بين الخلاف والاختلاف: الاختلاف أمر مشروع، ومنه الاختلاف المذموم والمحمود، أمّا الخلاف: منبوذ وهو من مظاهر الهوى والعناد. والاختلاف قد يكون بين أفراد الأمة الواحدة، أو الاختلاف بين أمة وأمة، فحين يكون الاختلاف بين أفراد الأمة الواحدة يقول سبحانه: يقضي بينهم، وحين يكون الاختلاف بين الأمم أو الملل المختلفة يقول سبحانه: يفصل بينهم، والفصل يعني: يذهب فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير، والفصل يعني: الحكم والفصل معاً، ولذلك الاختلاف بين الأمم أو الملل المختلفة يتطلب حكماً أولاً وفصلاً ثانياً، فالحكم: هو القضاء، وأما الفصل: فهو الحكم، والفصل: هو أشد وآكد، والفصل: مشتق من جعل بينهما حاجزاً؛ أي: يجعل بينهما مسافة كأن يذهب أحدهم إلى الجنة والآخر إلى النار وينتهي الأمر.