{قَدْ}: حرف تحقيق وتوكيد، أيْ: يعلم الله سبحانه بكل توكيد المعوقين منكم.
{يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ}: يعلم بصيغة المضارع فالله سبحانه يعلم ما يفعله المعوقين. المعوقين: جمع معوق من عاق يعوقه أيْ: صرفه عن الوجه الّذي يريده، أو المعوق الشّخص الّذي يضع العوائق أمام شخص آخر كي يثبطه أو يخذله عن تحقيق ما يصبو إليه وقيل: المعوق المثبط.
فقد كان هناك جماعة أو طائفة من المنافقين يثبطون ويضعون العوائق أمام كلّ من أراد نصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو الدّخول في الإسلام أو أراد القتال معه أو الانضمام إلى صفه.
{وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}: القائلين لإخوانهم من ساكني المدينة: هلمَّ إلينا أقبلوا إلينا كونوا معنا ولا تسمعوا له، ارجعوا إلينا ودعوا محمّداً ولا تخرجوا معه إلى القتال، فإنا نخاف عليكم الهلاك والقتل والهزيمة والأسر.
{وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا}: تعود على المعوقين، البأس: الحرب والقتال، أيْ: هم أنفسهم لا يحضرون القتال في سبيل الله، إلا: أداة حصر، قليلاً: أيْ: نادراً، ويحضرون فقط للسمعة والرّياء وليس للقتال في سبيل الله، أيْ: هم لا يقاتلون في سبيل الله ولا يريدون من الآخرين أن يقاتلوا في سبيل الله أيضاً.