{لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}: اللام للتوكيد، على: تفيد العلو أو الاستعلاء أي: التّمكن بدلاً من قوله: ذو خلق عظيم، كأن الخُلق مطية وهو مستعل عليها.
خلق عظيم: كما فسرته عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن خلقه فقالت: كان خلقه القرآن، فقد أجملت الخلق العظيم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقولها خلقه القرآن أيْ: أنّه يأتمر بأمره ربه وينتهي بنواهيه، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن النّاس خُلقاً فكان أوسع النّاس صدراً وأوفاهم ذمة وأكرمهم عشرة لم يكن -صلى الله عليه وسلم- فاحشاً ولا سباباً ولا لعاناً كان عظيم الحلم والعفو شديد الصّبر على المكاره ما أذى أو ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً قط لا امرأة ولا خادماً، وكان رفيقاً بالنّاس متواضعاً وأجود النّاس، وكان شديد الحياء شجاعاً وأزهد النّاس وأعدلهم وأشد النّاس وقاراً ومهابة.