للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الواقعة [٥٦: ٧٥]

{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}:

{فَلَا أُقْسِمُ}: الفاء استئنافية, لا أقسم؛ أي: أقسم قسماً مؤكداً، والقسم: يأتي في القرآن في سياق الصدق، وأما الحلف: فيأتي في سياق الكذب، أو إضمار الكذب، واليمين: يطلق على القسم المؤكد، أو الموثق باليمين؛ ارجع إلى سورة القيامة الآية (١) للبيان، ولا يقسم الله سبحانه إلا بشيء عظيم، وهو سبحانه غني عن القسم.

{بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}: النّجوم: أجرام سماوية تقدر بأكثر من تريليون نجم في مجرتنا مجرة التّبانة وحدها، وهي أجرام مضيئة بذاتها متماسكة بقوى الجاذبية والقوى الكهرومغناطيسية، وتبدو لنا النّجوم، وكأنّها ثابتة في السّماء، ولكنها في الحقيقة تدور وتتحرك، ولكن بعدها عن الأرض تجعلنا نراها، وكأنّها ثابتة، وكذلك الكواكب الأخرى تتحرك حركة مستمرة من لحظة إلى أخرى والضوء المنطلق منها يخرج بشكل متعرج بسبب البيئة الفلكية، فلكل كوكب بيئة فلكية مختلفة، ويبدو لنا غير متعرج لبعدها عنا وتنزل مواقع أو منازل جديدة، وتختلف في أحجامها ودرجات حرارتها والشّمس تعد إحدى هذه النّجوم، وتبعد عنا (١٥٠) مليون كم، وضوءُها يصل إلينا بعد (٨, ٣) دقيقة (ثمان دقائق وثلاث أجزاء الدقيقة).

وكذلك هذه النّجوم البعيدة جداً عن الأرض فإننا حين نراها نظن أننا نراها بذاتها، والحقيقة العلمية أننا لا نرى النّجوم أبداً، وإنما نرى مواقعها التي شعت منها وكانت فيها أو مرت عليها وتركتها منذ أزمان قصيرة أو طويلة؛ لأنّها تتحرك بسرعات هائلة وتنتقل من موقع إلى موقع جديد، وبعض هذه النّجوم التي نرى أشعتها التي شعت منها منذ زمن طويل أو قصير ربما خبت أو اختفت وتفجرت عنا، ولم تعد تُرى أين هي فلكلّ نجم مواقع كثيرة، وبما أنّ عدد النّجوم الهائل فمواقعها أكثر من عددها، وكيف تتحرك ولا تصطدم ببعضها وتختفي، ثمّ تظهر بعد السّنين الطويلة كلّ ذلك يدل على عظمته وقدرته سبحانه وأنّه الإله الحق الذي لا إله إلا هو, ويجب عدم الخلط بين مواقع النّجوم ومنازل القمر.