سورة آل عمران [٣: ٤٤]
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}:
{ذَلِكَ}: اسم إشارة للبعد وهو إشارة إلى حديث زكريا وامرأة عمران، وما حدث لمريم حين ولادتها.
ذلك يا محمد: {مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ} من: ابتدائية، أنباء: جمع نبأ؛ أي: أخبار الغيب العظيمة (النبأ هو الخبر العظيم).
{نُوحِيهِ إِلَيْكَ} الوحي: هو إعلام بخفاء؛ أي: لا أحد يسمع الله سبحانه حين يوحي إلى المرسل إليه، أو إلى بشر، أو إلى الأرض، أو النحل، أو الملائكة. ارجع إلى سورة النساء، آية (١٦٣)؛ لمزيد من البيان.
ووسيلة العلم بالنبأ تكون بثلاثة وسائل هي: المشاهدة، أو السماع، أو القراءة.
فالنبأ الذي أخبر الله سبحانه رسوله عن حديث زكريا ومريم وامرأة عمران كان قبل بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعدة قرون طويلة إذن الحدث لم تشاهده.
وأما بوسيلة القراءة فالرسول لم تكن لديه كتب يقرؤها، إذن: رسول الله سمع هذه الأنباء من جبريل -عليه السلام- .
{وَمَا}: الواو عاطفة، ما: النافية.
{كُنْتَ}: يا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
{لَدَيْهِمْ}: ظرف مكاني؛ أي: حاضراً عندهم. (ارجع إلى الآية (٣٧) من نفس السورة؛ للبيان) في قصة كفالة زكريا مريم. لديهم: لدى أحبارهم، أو أشراف القوم حين تنافسوا على رعاية مريم وتربيتها.
{إِذْ} ظرف زماني للماضي.
{يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ}: أي: يرمونها يطرحونها للاقتراع (فجاءت القرعة لزكريا) والقلم هو ما نكتب به.
{أَيُّهُمْ}: أي: للاستفهام.
{يَكْفُلُ مَرْيَمَ}: يرعاها ويربيها.
{وَمَا كُنْتَ}: التكرار؛ للتوكيد.
{لَدَيْهِمْ}: كالسابقة.
{إِذْ}: ظرف زماني
{يَخْتَصِمُونَ}: يتنازعون في كفالتها مما يدل على حرارة الحب إلى كفالتها الأمر الذي أدَّى إلى إثارة الخصومة والاقتراع بالأقلام، والاقتراع في الإسلام مباح، وله شروطه.