للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة ق [٥٠: ٤٥]

{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}:

في الآية (٣٩) من نفس السورة قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}. وفي هذه الآية يقول تعالى: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ} كفار قريش وغيرهم من الأقاويل سراً وعلناً مثل قولهم شاعر، ساحر، كاهن مجنون مفتر، يعلمه بشر أساطير الأولين. يقولون، ولم يقل: قالوا؛ لتدل على تكرار قولهم وتجدُّده واستمراره وفيها تهديد ووعيد.

{بِمَا}: الباء للإلصاق، (ما) تعني: الذي و (ما) أوسع شمولاً.

{وَمَا أَنْتَ}: (ما) النافية، أنت: الخطاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

{عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ}: جبار صيغة مبالغة من جبر: وجبره على الأمر: قهره عليه، أيْ: أنت لم تبعث لتجبرهم على الإسلام أو الإيمان. كقوله تعالى: {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: ٢٢]. ارجع إلى سورة مريم آية (١٤) لمزيد من البيان في جبار.

{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}: أي: إنما أنت مذكر فقط، فذكر بالقرآن: الفاء لربط السبب بالمسبب؛ فذكر بالقرآن من يخاف وعيدي من المؤمنين.

من: ابتدائية، يخاف وعيد: ارجع إلى الآية (٢٨) من نفس السورة.