في الآية (٣٩) من نفس السورة قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}. وفي هذه الآية يقول تعالى:{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ} كفار قريش وغيرهم من الأقاويل سراً وعلناً مثل قولهم شاعر، ساحر، كاهن مجنون مفتر، يعلمه بشر أساطير الأولين. يقولون، ولم يقل: قالوا؛ لتدل على تكرار قولهم وتجدُّده واستمراره وفيها تهديد ووعيد.
{بِمَا}: الباء للإلصاق، (ما) تعني: الذي و (ما) أوسع شمولاً.
{وَمَا أَنْتَ}: (ما) النافية، أنت: الخطاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ}: جبار صيغة مبالغة من جبر: وجبره على الأمر: قهره عليه، أيْ: أنت لم تبعث لتجبرهم على الإسلام أو الإيمان. كقوله تعالى:{لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}[الغاشية: ٢٢]. ارجع إلى سورة مريم آية (١٤) لمزيد من البيان في جبار.
{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}: أي: إنما أنت مذكر فقط، فذكر بالقرآن: الفاء لربط السبب بالمسبب؛ فذكر بالقرآن من يخاف وعيدي من المؤمنين.
من: ابتدائية، يخاف وعيد: ارجع إلى الآية (٢٨) من نفس السورة.