{إِذْ}: أي: واذكر إذ، أو واذكر حين؛ إذ: ظرف زمان للماضي.
{تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ}: تطلبون الغوث، من استغاث؛ أي: طلب الغوث من القادر على الإغاثة؛ أي: تستنصرون الله، وتطلبون منه أن ينصركم عليهم، وأصلها من الغيث: وهو المطر الّذي يحمل الرّحمة.
وجاء بصيغة الجمع تستغيثون: كأن كلّ واحد كان يطلب الغوث؛ أي: النّصر من الله، وإذا كان المستغيث هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهو يمثل كلَّ الصّحابة ودعاؤه يكفي، أو كان -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله تعالى أن ينصر عباده المؤمنين، وهم يقولون: آمين.
{لَكُمْ}: اللام: لام الاختصاص؛ أيْ: لكم خاصَّةً، وليس لغيركم.
{أَنِّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}: مُرْدفين: أي: يتبع بعضهم بعضاً، أو يلحق بعضهم بعضاً، وفي قراءة نافع مردَفين بفتح الدال على صيغة اسم المفعول، وتعني: متبوعين بغيرهم من الملائكة؛ يعني: إذا وعدهم الله بألف من الملائكة إذا أردفوا بغيرهم صاروا ثلاثة آلاف، ثم بعد ذلك يصيرون خمسة آلاف وهذا ما ذكر في سورة آل عمران آية (١٢٤-١٢٥) كما قال تعالى: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}(أي: لهم علامات خاصة). إذن: كان الوعد بألف، ثم صارت ثلاثة آلاف، ثم صارت خمسة آلاف، والآيات الثلاثة في الأنفال وآل عمران تتحدث عن معركة بدر حيث لم يذكر نزول ملائكة في معركة أحد. الإمداد: أكثر ما يستعمل في المحبوب، والمد: أكثر ما يستعمل في المكروه؛ كقوله:{وَيَمُدُّهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[البقرة: ١٥]، وكقوله تعالى:{وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا}[مريم: ٧٩]، والإمداد هنا يعني: الزّيادة في العدد؛ أي: في عدد الملائكة والسّلاح. والإمداد بالجيش أو بغيره، وما كان على جهة القوة والإعانة، والمد يكون من جهة الزيادة في العدد أو في بشر.
{بِأَلْفٍ}: الباء: للإلصاق.
{مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}: من ردفه؛ أي: تبعه؛ أي: متتابعين يتبع بعضهم بعضاً، بعضهم ردف بعض؛ يلحق بعضهم بعضاً.