{فَإِنْ}: الفاء: عاطفة، إن: شرطية تفيد الاحتمال، والندرة؛ أيْ: من النادر أن يكذبوك؛ لأنهم يعلمون أنك الصادق الأمين.
{كَذَّبُوكَ}: أي: المشركون، أو اليهود، في مسألة التحريم، والتحليل، وزعموا أن الله ذو رحمة واسعة.
{فَقُلْ}: الفاء: جواب الشرط، قل لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-: نعم {رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ}.
ولكن لأهل الطاعة، والمؤمنين، ولأنه لا يعجل لكم بالعقوبة؛ لعلكم تتوبون، ولا يعني تأجيل بأسه؛ أيْ: عذابه عنكم أنكم ناجون من العذاب، أو أنه غفر لكم.
{وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}: أيْ: لا أحد يستطيع منع عذابه، أو دفعه، إذا حلَّ، أو نزل بالقوم المجرمين، الكافرين، والمشركين، العاصين، والذين إذا قيل لهم: لا إله إلا الله يستكبرون.
وفي هذه الآية قال سبحانه:{فَإِنْ كَذَّبُوكَ}: بصيغة الماضي؛ لأن التكذيب لأمر محدد، وهو مسألة التحريم، ولم يقل:(يكذبوك). ارجع إلى الآية (٣٣) من سورة الأنعام؛ للبيان، والآية (١٨٤) من سورة آل عمران؛ للمقارنة.