سورة الحجر [١٥: ٣٩]
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}:
{قَالَ رَبِّ}: إقرار بالرّبوبية لله.
قال إبليس رب بما: الباء: السّببية، أو التّعليلية.
{أَغْوَيْتَنِى}: من الغي، والغي هنا قد يعني: إما الخيبة في الطّلب.
بما أنّ الله سبحانه لم يستجب لطلب إبليس بأن يكون من المنظرين، أو أغويتني أضللتني؛ أي: طردتني من رحمتك، أو أبعدتني عن رحمتك، أو بما أغويتني بالطّلب للسجود لآدم.
والله سبحانه لم يغويه، ولكن أعطاه الخيار؛ إما أن يعصي أمر الله، أو يطيعه بالسّجود لآدم.
{لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ}: لأزينن: اللام: لام التّوكيد، والنّون: لزيادة التّوكيد.
التّزيين: يكون في المعاصي، وتزيين الحياة الدّنيا، والانشغال بها عن الآخرة، وطاعة الله، وفي المحرمات يزين لهم المنكر، أو الباطل، أو الحرام، والزنى، والفاحشة، والشّرك، والتّزين؛ يكون في غير الضّروريات؛ لأنّ كل الضّروريات لم يحرمها الله سبحانه.
{فِى الْأَرْضِ}: في: ظرفية مكانية، وزمانية، والسؤال هنا: كيف علم إبليس أن آدم سيخرج من الجنة ويهبط إلى الأرض وآدم ما زال في الجنة وذلك لقول الله تعالى: {إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: ٣٠]؟
{وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ}: اللام، والنّون في أغوينهم؛ للتوكيد، والإغواء: الإضلال.
وهناك فرق بين الضّلال، والإغواء:
الضّلال: أعم من الإغواء، ويكون في الدّين، وغيره.
أمّا الإغواء: يكون فقط في الدّين، والإغواء؛ يعني: الإفساد، والخيبة في المطلب.
{أَجْمَعِينَ}: للتوكيد. ارجع إلى الآية (٤٢) من نفس السّورة؛ لمعرفة معنى الغاوي بالتفصيل.