للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الكهف [١٨: ٦٩]

{قَالَ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِى لَكَ أَمْرًا}:

قال موسى: ستجدني: السّين: للاستقبال القريب.

{إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا}: ولم يقل من الصّابرين، وفي هذه الآية أربعة أمور:

الأمر الأوّل: وعد موسى -عليه السلام- العبد الصّالح بالصّبر، وعلق الصّبر بمشيئة الله؛ فقال: إن شاء الله: إن: شرطية تفيد الاحتمال، أو الشّك في كونه سيصبر.

الأمر الثّاني: قرن الوعد بالرّضا، وعدم العصيان؛ لأنّ الإنسان قد يكون صابراً، وغير راض عما يحدث، أو مُكرهاً على الصّبر.

الأمر الثّالث: صابراً، ولم يقل من الصّابرين ـ جاء بصيغة المفرد ـ ولم يأت بصيغة الجمع الّتي هي أفضل لبركة الجماعة، وأكثر حظاً في القبول مقارنة بدعاء إسماعيل حين أراد تله للجبين قال: {سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصّافات: ١٠٢].

الأمر الرّابع: قول موسى -عليه السلام- للعبد الصّالح: ولا أعصي لك أمراً؛ دليلاً على تواضع موسى -عليه السلام- رغم أنّه كان نبي زمانه ورسولاً إلى بني إسرائيل، ومن أولي العزم.