للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنعام [٦: ١٢٣]

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}:

أي: وكما جعلنا في قريتك مكة، أكابر: جمع كبير وهم رؤساء أو زعماء القوم أو سادتهم من المجرمين، ودعاة الكفر، وشياطين الإنس والجن؛ كذلك جعلنا في كل قرية من قرى الرسل من قبلك رؤساء من المجرمين، أمثال هؤلاء؛ ليمكروا فيها.

{لِيَمْكُرُوا}: اللام: لام الاختصاص (التعليل).

والمكر: هو عمل يقوم به الماكر؛ ليحقق شيئاً عن طريق ملتوٍ؛ لأنه ضعيف، لا يستطيع المواجهة.

والمكر يتضمن: الحيلة، والخديعة، والغدر، والخلاف؛ ليصرف الناس عن الحق، والإيمان، والطاعة إلى الكفر، والشرك، والصد عن سبيل الله، والباطل.

{وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ}: وما: نافية، إلّا: أداة حصر، وقصر، أيْ: وبال مكرهم، عائد عليهم.

{وَمَا يَشْعُرُونَ}: إن وبال المكر السيِّئ عائد عليهم؛ أيْ: يحيق ويحل، ويحيط بأهله. ارجع إلى سورة الرعد، آية (٣٣)؛ لمزيد من البيان.