{لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ}: أي: قتل العبد الصّالح الغلام، والفاء: تدل على المباشرة مجرد ما لقيه قتله، ولم يُبين كيف قتله، أو ماذا استعمل لقتله.
{غُلَامًا}: نكرة غير معروف لقياه في الطّريق، بينما قال في الآية (٧١) ركبا في السّفينة عرف السّفينة؛ لأنّ الخضر كان يعرف أصحاب السّفينة، أمّا الغلام؛ فكان غير معروف للخضر لقياه في الطّريق.
{قَالَ أَقَتَلْتَ}: قال موسى للعبد الصّالح: أقتلت: الهمزة: همزة استفهام، وإنكار.
{نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}: نفساً طاهرة من الذّنوب لم تبلغ سن الحلم، أو بريئة لم تفعل ما يوجب قتلها؛ أي: لم يكن قتلها قصاص، أو حق.
{نُّكْرًا}: أسوء، وأشد بشاعة، وهولاً أنكر من الأول؛ أي: من إمراً، أو شيئاً تنكره العقول شيء غريب في ظاهره خطأ يدعو للدهشة والغضب والإنكار في عقول البشر (ميزان البشر) لجهلهم الحقيقة وما فعله الرجل الصالح (الخضر) هو صحيح وصواب في ميزان الله تعالى.
وهناك من قال: إمراً أشد هولاً، وعاقبة من نكراً؛ لأنّ خرق السّفينة يؤدي إلى غرق كلّ من عليها؛ أي: الكثير، وأما قتل الغلام؛ فهو واحد فقط.
وهناك فرق بين نُّكْرا ومنكَر: المنكر: هو ينكره الشرع، ويحرمه الله، وهو باطل وإن رضي الناس به.
أما نُّكرا: ما تنكره العقول، وقد يكون في ميزان الله حق وصواب.