للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الجن [٧٢: ٢٦]

{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}:

{عَالِمُ الْغَيْبِ}: الغيب تعريفه: ما غاب عن العباد واستتر عن العيون.

والغيب أنواع: منه الغيب المطلق مثل علم السّاعة، فهذا الغيب استأثر به الله وحده لا يطلع عليه أحد والغيب النّسبي هذا النّوع من الغيب يمكن أن يطلع الله سبحانه بعض رسله، كما نرى في قوله {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} آية (٢٧) وهناك غيب يمكن أن يطلعه الله على بعض خلقه مثل الرّؤى الصّالحة أو اكتشاف شيء جديد كان غيباً. ارجع إلى سورة الأنعام الآية (٧٣) للبيان في عالم وعلام وعليم.

{فَلَا يُظْهِرُ}: الفاء للتوكيد، لا النّافية.

{عَلَى غَيْبِهِ}: ولم يقل: عليه (تعني: الرسول) لأنّه سيرى في الآية القادمة أنّه يظهر بعض رسله على غيبه.

{أَحَدًا}: هذا بالنّسبة للغيب المطلق.

ما هو الفرق بين {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: ١٧٩] ما هو الفرق بين يظهر ويطلع، يظهر من الإظهار، ويكون عدة مرات، كما حدث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما الاطلاع فيكون فقد لمرة واحدة.