كما قلنا: ضرب الله تعالى المثل الأول؛ ليحذّر به حفصة وعائشة أن تكونا مثل امرأة نوح أو امرأة لوط، ثم ضرب الله تعالى المثل الثاني؛ ليحضّ ويحثّ حفصة وعائشة أن تكونا مثل امرأة فرعون ومريم بنت عمران، ويحضّ كل مؤمنة على الصبر والثبات في الشدة والابتلاء، وتكون مثل مريم بنت عمران وامرأة فرعون.
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا}: ارجع إلى الآية السابقة (١٠).
{امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}: قيل: هي آسية بنت مزاحم؛ ربّت موسى -عليه السلام- وآمنت بموسى وتعرّضت لعذاب فرعون الشديد بسبب إيمانها، ولم يقل زوجة فرعون؛ لأنها تخالف زوجها في الدين.
{إِذْ}: واذكر إذ، أو اذكر حين قالت وهي تتلقى شتى أنواع العذاب.
{رَبِّ ابْنِ لِى عِنْدَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ}: دعَت بذلك الدعاء، وعندما اشتد عذاب فرعون لها ورأت قرب أجلها.
{وَنَجِّنِى مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ}: من طغيانه وفساده وظلمه وكفره، ونجّني من هذا الطاغية وتعذيبه.