{فَسَاهَمَ}: الفاء تدل على المباشرة والتّعقيب، ساهم: شارك في القرعة، من المساهمة: مشتقة من السّهام الّتي واحدها سهم وهي أعواد النّبال، وتسمَّى الأزلام أيضاً، فساهم: فقارع، فساهم، أيْ: دخل معهم في القرعة (طريقة للاختيار) وألقى بسهمه مع سهامهم.
{فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ}: الفاء للترتيب والمباشرة، من المدحضين: المدحض هو الخاسر أو المغلوب، من المغلوبين في القرعة والدّحض أصله الطّين الّذي يزلق القدم، وأدحضه أزاله عن مكانه، وعملية إلقاء السّهام عملية قدرية خالصة لا دخل لها فيها للهوى ودليل على العدالة.
وهلاك واحد من الرّكاب أفضل وخيرٌ من هلاك الجميع، وقيل عندها: ألقوا يونس في البحر والاقتراع مشروع فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما روى البخاري ومسلم عن عائشة i قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد السفر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه»، ولم يبين الشرع طريقة معينة للقرعة فبأي طريقة تمت فهو جائز.