للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النحل [١٦: ١٧]

{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}:

{أَفَمَنْ}: الهمزة: للاستفهام الإنكاري؛ من: للعقلاء.

{يَخْلُقُ}: وهو الله سبحانه هذه المخلوقات البديعة كالسّموات، والأرض، والماء، والرّواسي، والبحار، والأنهار، والسّبل، والنّجوم، والعلامات؛ أيْ: هذه الآيات الكونية.

{كَمَنْ لَا يَخْلُقُ}: كمن: الكاف: للتشبيه؛ من لا يخلق: أيْ: كالأصنام، والآلهة المزعومة، ورغم أنّ هذه الأصنام، والآلهة لا تعقل استخدم معها حرف (من) للعقلاء؛ لأنّهم لمّا عبدوها وسموها آلهة أجروها مجرى العقلاء؛ فجيء بمن على حسب اعتقادهم الباطل.

{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}: أفلا: الهمزة للاستفهام الإنكاري؛ ألا: للحثِّ، والتّحريض.

{تَذَكَّرُونَ}: أنّ هذه الآلهة، والأصنام هي حجارة لا تنفع، ولا تضر، ولا تخلق شيئاً، ولا تسمع، ولا تبصر، ولا تشفع، ولا تنطق، وأنتم صنعتموها، ولا تحتاجوا إلى عمق في التّفكير، أو طول زمن؛ لتدركوا الحقيقة، أو تذكرون ولم يقل: أفلا تتذكرون التي تحتاج إلى طول زمن للتذكر؛ لأن قضية الخلق واضحة تخص الله تعالى وحده كقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: ٢٥]، وقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: ٨٧]، وتعودوا إلى رشدكم، والصّواب؛ فقال: تذكرون، ولم يقل: تتذكرون.