{وَفِى خَلْقِكُمْ}: أيْ: في خلق الإنسان وأطوار خلقه وتسويته وتصويره وتركيبه. ارجع إلى سورة الحج آية (٥)، وسورة المؤمنون آية (١٢-١٤) للبيان.
{وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ}: البث هو النّشر والتّفرق في الأرض والعيش في الجبال أو الصّحارى أو الوديان والسّهول والمدن والقرى والأرياف، من دابة: من استغراقية، دابة: كلّ ما يدب على الأرض من إنسان وحيوان وجن.
{آيَاتٌ}: في الخلق والنّشر والتّفرق والعيش آيات، أيْ: دلائل وبينات على عظمة الله وقدرته وحكمته ووحدانيَّته، وأنّه هو الإله الحق الّذي يجب أن يُعبد.
{لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}: اللام لام الاختصاص، قوم يوقنون: اليقين لا يوجد إلا بعد الإيمان والإيمان حين يزداد يرتقي إلى اليقين، واليقين: هو العلم بالحق الّذي ليس هناك غيره لا يتغير ولا يتبدل، والمستقر في القلب ولا يحتاج إلى مراجعة أو تفكير به من جديد. ارجع إلى سورة البقرة آية (٤) لمزيد من البيان.
فهذه الآيات الكونية وآيات الخلق إذا فكر الإنسان بها وتدبرها وعقلها تكفي للإيمان، وأن يرتقي الإيمان بالله إلى درجة اليقين، لقوم يوقنون: بأنّ الّذي خلق الخلق وبثَّهم ونشرهم لا يقدر عليه إلا الله سبحانه واجب الوجود، وأنّه الحق له وحده الألوهية والرّبوبية والصّفات والأسماء الحسنى، يوقنون تدل على تجدُّد وتكرار يقينهم كلما شاهدوا ورأوا تلك الآيات.