{قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ}: ما للاستفهام، وهل سبحانه لا يعلم ما منع إبليس من السّجود ليستفهم؟ طبعاً لا، ولكن هذا نوع من الاستفهام ليظهر للبشر الّذي لدى إبليس من التّكبر الّذي كان سبباً لطرده من الجنة، فلا يفعلوا ما فعل إبليس. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٣٢) من سورة الحجر وهي قوله تعالى: {مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}، والآية (١٢) من سورة الأعراف وهي قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}؛ ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٢) لبيان الفرق.
{أَنْ تَسْجُدَ}: أن حرف مصدري للتعليل والتّوكيد، وأصلها أن لا تسجد، والمانع إمّا أن يكون من الغير "عامل خارجي" مثل القهر والإكراه، وإمّا أن يكون عاملاً داخلياً مثل الكِبر أو التّكبر.