{خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا}: خلقه الله من الماء ماء الذكر كما قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}[الطارق: ٥-٧] يعني: المني الحامل للحيوانات المنوية، وماء المرأة الأنثى الحامل للبويضة، وقد يعني الماء الداخل في تركيب جسم الإنسان الّذي يعادل حوالي (٧٠%) من وزنه، وكما قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ}[الأنبياء: ٣٠]، أو قوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ}[النور: ٤٥]، وقد تعني: كلا المعنيين.
بشراً: أي: الأنس مشتقة من البشارة حسن الهيئة وبشرة الجلد الخاصة بالإنسان.
سُمِّي البشر بشراً: لظهورهم على الأرض.
{فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا}: ثم قسم البشر قسمين نسباً وصهراً ذكوراً وإناثاً، نسباً يأتي عن طريق القرابة عن طريق الدم.
صهراً من المصاهرة تأتي عن طريق تزويج الإناث؛ أي: عن الزواج، فحين يتزوج رجل من بنت رجل آخر يسمَّى الرجل المتزوج صهراً، وقدم النسب على الصهر، أو النسب على المصاهرة؛ لأن قرابة النسب أقرب من قرابة المصاهرة، فالرجل أقرب إلى أبيه وأخيه من قرابته لأهل زوجته.
{وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}: على الخلق والجعل والتصريف والإحياء والبعث وعلى كلّ شيء قدير صيغة مبالغة كثير القدرة لا يعجزه شيئاً في السّموات ولا في الأرض.