سورة لقمان [٣١: ١٦]
{يَابُنَىَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}:
يواصل لقمان موعظته لابنه.
{يَابُنَىَّ}: ارجع إلى الآية (١٣) للبيان.
{إِنَّهَا}: للتوكيد.
{إِنْ}: شرطية تفيد الاحتمال أو الشكّ.
{تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ}: حبة الخردل: تمثل أصغر شيء مادي حسي كان يعرف في ذلك الزّمن، أما في زمننا الحاضر هناك الذرة وأصغر من الذرة، وبما أن حبة الخردل أصغر شيء استعمل معها (تكُ): بدلاً من تكن أو تكون التي تمثل أقل كلمة مركبة من حرفين.
ارجع إلى سورة سبأ آية (٣): لبيان معنى الذرة وأصغر من الذرة.
وارجع إلى سورة الأنبياء آية (٤٧) لمزيد من البيان في معنى حبة من خردل.
{إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ}: لنفرض أو على احتمال أن هناك شيئاً ما يعادل أو يماثل حبة من خردل في الوزن والحجم، وهذا الشيء ليس له مكان محدد في السّموات السبع أو في الأرض، وحيثما كان يأتي به الله؛ أي: سبحانه يعرف مكانه وقادر على الإتيان به.
أو تكن في صخرة أو في السّموات أو في الأرض: ثمّ استقر في داخل صخرة: (في) ظرفية؛ أي: في أيّ مكان في السّموات أو في الأرض، وليس على صخرة؛ أي: على ظهرها يسهل رؤيته مقارنة (في باطن صخرة صماء). وصخرة: نكرة، أيّ صخرة غير معروفة، من صخور الأرض أو الكواكب الأخرى، واختار صخرة؛ لأن استخراج (حبة الخردل) الجسم المتناهي في الحجم والوزن يصعب العثور عليه واستخراجه، أو صعب جداً اكتشافه وإحضاره بالطرق الحديثة.
{أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الْأَرْضِ}: أو قد تعني التخيير، أو تعني وفي الأرض أينما كانت هذه الصخرة أو هذه الحبة من الخردل في السّموات السبع أو في الأرض؛ أي: كلاهما.
{يَأْتِ بِهَا اللَّهُ}: دلالة على سعة علمه به وقدرته فلا تخفى عليه خافية، كما يخفى على النّاس، فهو يعلم أين هي ثم هو قادر على استخراجها.
{إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}: إن: للتوكيد، اللطيف: عالم؛ أي: أين توجد، وقادر على الوصول إليها واستخراجها، ومهما كانت الأشياء الخفية والمتناهية في اللطف في غاية الصغر والدقة.
الخبير: يعلم بواطن الأمور ودقائقها وخفاياها. ارجع إلى سورة الحج آية (٦٣) لمزيد من البيان.