للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المؤمنون [٢٣: ١٩]

{فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}:

{فَأَنشَأْنَا}: الفاء: للتوكيد، أنشأنا لكم: الإنشاء هو إيجاد الشّيء بعد أن لم يكن، والإنشاء فيه معنى النّمو والتّطور.

{لَكُمْ}: اللام لام الاختصاص لكم خاصة.

{بِهِ}: الهاء تعود على ماء المطر.

{جَنَّاتٍ مِنْ نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ}: بساتين من أشجار النّخيل وأعناب.

الفرق بين النّخل والنّخيل: النّخل: اسم جنس ويشمل النّخيل بأنواعه المختلفة، وخص هذين النّوعين النّخيل والأعناب لكثرة منافعهما وهما أكثر فواكه انتشاراً في أرض الحجاز ويمثلان بقية الفواكه.

{لَّكُمْ فِيهَا}: لكم خاصة، فيها، أيْ: في تلك الجنات.

{فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ}: جمع فاكهة وفاكهة اسم جنس، وفاكهة تشمل فواكه، وفاكهة: أعم من فواكه وأوسع معنى وأكثر.

{وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}: فهي ليست محددة للأكل فقط إضافة الواو لتدل على أنّهم يأكلون من هذه الفواكه، ويصنعون منها الحلويات والشّرابات والعصير، وهذه الآية جاءت في سياق الحياة الدّنيا، أمّا في سياق الآخرة وفي الجنة فيستعمل كلمة فاكهة، كما في قوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ} [الزخرف: ٧٣]، وهي أعم وأشمل وتشمل كلّ الفواكه، وقال منها تأكلون: من دون إضافة الواو؛ لأنّ فاكهة الجنة فقط للأكل، وليس هناك حاجة لعمل الحلويات أو الشراب من الفاكهة، كما نفعل في الدنيا؛ لأنّها تأتي جاهزة لا نحتاج إلى صنعها وتحويلها من نوع إلى نوع آخر، كما هو الحال في الدّنيا.