للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحج [٢٢: ١٧]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ}:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}: المسلمين أتباع محمّد -صلى الله عليه وسلم-.

{وَالَّذِينَ هَادُوا}: اليهود أتباع موسى -عليه السلام- .

{وَالصَّابِئِينَ}: الّذين عبدوا أو عَبَدة الكواكب والنّجوم، وقيل: عبّاد الملائكة، أو قوم كانوا على دين نوح وخرجوا عنه. وصبأ يصبأ: خرج من دين إلى دين. ارجع إلى سورة البقرة الآية (٦٢) لمزيد من البيان.

{وَالنَّصَارَى}: أتباع عيسى -عليه السلام- .

{وَالْمَجُوسَ}: عَبَدة النّار.

{وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}: عَبَدة الأصنام والأوثان وكلّ من أشرك بالله تعالى.

{إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: إنّ للتوكيد، يفصل بينهم: يحكم ينهم أوّلاً ثمّ يفصل بينهم، فالفصل يكون بعد الحكم، يفصل بينهم من كان منهم على هدى وحق، ومن كان على ضلال وباطل.

ويفصل بين المؤمنين والمشركين والكافرين، وأهل الجنة من أهل النّار، وبين الأمم والأنبياء، والفصل أشد من الحكم. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٦٢) لمزيد من البيان.

{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ}: إنّ للتوكيد، شهيد: صيغة مبالغة من: شاهد، شهيد على أقوالهم وأفعالهم وحفيظ لها، فلا حاجة يوم القيامة إلى شهود أو مُعين.

وانتبه إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ}، ولم يقل إنّ ربك؛ لأنّ الفصل والحكم لله، والرّب تأتي في سياق الخلق والرزق والتدبير والتربية.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}: نجد أنّ كلّ اسم طائفة معطوف على ما قبله.

فالذين هادوا معطوف على الّذين آمنوا، والصّابئين معطوف على الّذين هادوا، والنّصارى معطوف على الصابئين، والمجوس معطوف على النّصارى؛ لأنّ هذه الآية جاءت في الفصل والقضاء والخصومات يوم القيامة، والموقف والمقام مقام قضاء، وكلّ واحد من هؤلاء المذكورين متساوٍ في القضاء، ولا يهم جاءت الصّابئون قبل النّصارى أو النّصارى قبل الصّابئين فالله سبحانه ساوى بينهم في القضاء لأنّه الحكم العدل.

وقد يكون تقديم الصابئين على النّصارى في هذه الآية؛ لأنّهم جاؤوا قبلهم بالزّمان، أو لأنّهم أفضل من النّصارى من ناحية العقيدة والتّوحيد. ولنعلم أنّ هذه الآية ذكرت مرتين سابقاً في سورة البقرة الآية (٦٢) وسورة المائدة آية (٦٥) ارجع إليهما لمزيد من البيان.