للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة البقرة [٢: ١٣٨]

{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}:

{صِبْغَةَ اللَّهِ}: أي: دين الله (الإسلام)، وشبه الدّين (الإيمان) بالصّبغة؛ لأنّ آثاره تظهر على المؤمن، كما يظهر الصّبغ في الثّوب، والصّبغة هي إدخال لون على شيء بحيث يُغير لونه، والصّبغ ينفذ في المصبوغ كالقطن، أو الصّوف فيصبغه، والصّبغة غير الطّلاء: لأنّ الصّبغة تتدخل وتتسرب مادتها في مسام القماش، أو الصّوف، بينما الطّلاء: يبقى كطبقة خارجية لا تتدخل، ولا تتسرب كثيراً في المسام، فكأنّ الإيمان بالله، والدّين صبغة إلهية تتغلل في الجسد البشري بدرجات مختلفة حسب إيمان الفرد، وأحياناً قد تصل هذه الصّبغة إلى خلايا القلب، وكأنّ إيمان غير المسلمين كالطّلاء لا ينفذ إلَّا قليلاً، وإيمان المسلمين إيمان يصل إلى أعماق النفس والقلب.

{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}: ومن أحسن، ومن: استفهام تقريري، والجواب لا يوجد من هو أحسن من الله ديناً.

{وَنَحْنُ لَهُ}: له: لام الاختصاص والاستحقاق، وتقديم له على عابدون تفيد الحصر؛ أي: فقط له عابدون؛ أي: لا نعبد إلَّا إياه وحده.

{عَابِدُونَ}: أي: مطيعون لأوامره، مجتنبون نواهيه.