{إِلَّا}: أصلها: إن: الشّرطية، لا: النّافية، وتقديرها: إن لا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً.
{تَنْفِرُوا}: إن لم تخرجوا للجهاد مع النّبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك. ارجع إلى الآية (٣٨)؛ لمزيد من البيان.
{يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}: ينذركم بالعذاب الأليم في الدّارين، وبالقحط، أو الأوبئة، أو الهلاك.
{وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}: يستبدلكم بجيل آخر، أو قوماً آخرين، ويستبدل قوماً غيركم: من الاستبدال، والاستبدال لا يعني الاستخلاف.
الاستبدال: يأتي بقوم غير القوم، ولو بعد مرور قرون، والاستبدال يحصل لأقوام أعرضوا عن دين الله، وتطبيق شريعته، ولذلك قضى عليهم، وأهلكهم، وجاء بقوم آخرين.
والاستخلاف: يأتي بجيل، أو قوم بعد جيل، أو تلو الآخر من دون انقطاع.
والاستخلاف: يحصل لأقوام قصروا في دينهم، وإيمانهم؛ فأبدلهم بقوم آخرين، وانقضى أجلهم؛ أيْ: ماتوا، وجاء بقوم آخرين.
{وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْـئًا}: ولا: النّافية، تضروه: الهاء: تعود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ أي: لا تضروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً؛ لأنّ الله وعده بالعصمة، والنّصر.
{شَيْـئًا}: أقل القليل. شيئاً: نكرة مهما كان نوعه؛ بالقول، أو بالفعل، والضّر: هنا كلّ ما يحصل من عواقب وخيمة من ترك الجهاد.
{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}: قادر على هزم الأعداء وحده، وقادر على أن يهلككم، ويأتي بقوم آخرين أفضل منكم؛ لرفضكم الاستجابة إلى الخروج في سبيل الله -سبحانه وتعالى- .
{قَدِيرٌ}: صيغة مبالغة كثير القدرة؛ قادر على أن يفعل أيَّ شيء، أو يقهر أيَّ شيء.