للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الصف [٦١: ١٤]

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّنَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَّائِفَةٌ مِنْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَكَفَرَتْ طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للذين آمنوا بتكليف جديد، أو موعظة، أو أمر، أو حكم.

{كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}: أيْ: كونوا أنصار دينه ونبيه كونوا جند الله، أنصار: جمع نصير فيه مبالغة في النصرة نصرة الله ورسوله، وتدل على ثبات الصفة، بينما ناصرين: جمع ناصر ليس فيه مبالغة، وتأتي في سياق النصرة على الظالمين، والنّصرة تعني: المعونة والتّأييد والمد بالمال والأنفس، وكل الوسائل.

{كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّنَ}: الحواريون: هم أصفياؤه وهم أوّل من آمن به، وقيل: كانوا اثني عشر رجلاً، وحواري الرّجل صفيه وخالصته، الحواريون مشتقة من الحور: هو البياض الخالص، وقيل: كانوا يحورون الثّياب، أيْ: يبيضونها. ارجع إلى سورة آل عمران آية (٥٢) لمزيد من البيان.

{مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ}: من استفهامية، أنصاري إلى الله: جمع نصير أيْ: من يكون معي في نصرة دين الله تعالى؟

{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}: الحواريون: جمع أنصار دينه ورسله؛ ارجع إلى سورة آل عمران آية (٥٢) لبيان معنى الحواريون.

{فَآمَنَتْ طَّائِفَةٌ مِنْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَكَفَرَتْ طَّائِفَةٌ}: فآمنت: الفاء للترتيب والتّعقيب، آمنت طائفة بعيسى أنه عبد الله ورسوله، وكفرت طائفة: أيْ: ضلت طائفة وكفرت به، وبنبوَّته، واتهموا أمّه بالفاحشة، وطائفة أخرى تغالت ووصفوا عيسى ابن مريم بأنّه ابن الله، أو هو الله، أو ثالث ثلاثة.

{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}: أيدنا: من التّأييد مشتق من اليد، وتعني: القوة والنّصرة، فأيدنا الذين آمنوا بأنّ عيسى هو رسول الله وعبده على عدوِّهم الذين زعموا أن عيسى ابن الله، أو ثالث ثلاثة، أو هو الإله.

{فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}: الفاء: للترتيب والتعقيب؛ أصبحوا ظاهرين: أي: غالبين عدوهم من الفرق النصرانية الأخرى بالحُجة والبينة.