{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للذين آمنوا بتكليف جديد، أو موعظة، أو أمر، أو حكم.
{كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}: أيْ: كونوا أنصار دينه ونبيه كونوا جند الله، أنصار: جمع نصير فيه مبالغة في النصرة نصرة الله ورسوله، وتدل على ثبات الصفة، بينما ناصرين: جمع ناصر ليس فيه مبالغة، وتأتي في سياق النصرة على الظالمين، والنّصرة تعني: المعونة والتّأييد والمد بالمال والأنفس، وكل الوسائل.
{كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّنَ}: الحواريون: هم أصفياؤه وهم أوّل من آمن به، وقيل: كانوا اثني عشر رجلاً، وحواري الرّجل صفيه وخالصته، الحواريون مشتقة من الحور: هو البياض الخالص، وقيل: كانوا يحورون الثّياب، أيْ: يبيضونها. ارجع إلى سورة آل عمران آية (٥٢) لمزيد من البيان.
{مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ}: من استفهامية، أنصاري إلى الله: جمع نصير أيْ: من يكون معي في نصرة دين الله تعالى؟
{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}: الحواريون: جمع أنصار دينه ورسله؛ ارجع إلى سورة آل عمران آية (٥٢) لبيان معنى الحواريون.
{فَآمَنَتْ طَّائِفَةٌ مِنْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَكَفَرَتْ طَّائِفَةٌ}: فآمنت: الفاء للترتيب والتّعقيب، آمنت طائفة بعيسى أنه عبد الله ورسوله، وكفرت طائفة: أيْ: ضلت طائفة وكفرت به، وبنبوَّته، واتهموا أمّه بالفاحشة، وطائفة أخرى تغالت ووصفوا عيسى ابن مريم بأنّه ابن الله، أو هو الله، أو ثالث ثلاثة.
{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}: أيدنا: من التّأييد مشتق من اليد، وتعني: القوة والنّصرة، فأيدنا الذين آمنوا بأنّ عيسى هو رسول الله وعبده على عدوِّهم الذين زعموا أن عيسى ابن الله، أو ثالث ثلاثة، أو هو الإله.
{فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}: الفاء: للترتيب والتعقيب؛ أصبحوا ظاهرين: أي: غالبين عدوهم من الفرق النصرانية الأخرى بالحُجة والبينة.